-->

التنظيم المُحكم, كيف أنجح في تنظيم وقتي الجامعي ؟

حجم خط المقالة

 

استراتيجيات تنظيم الوقت

بقلم : الباحث أيمن دادو


الملخص :

اهتم الدين الإسلامي ومختلف الديانات والحضارات بالوقت اشد العناية نظرا لأهميته في حياة كل انسان، خاصة لدى الطلبة الجامعيين، باعتبار ان دراستهم الجامعية مرتبطة بمجموعة من الاعمال التي يجب القيام بها وفي زمن محدد للحصول على شهادة جامعية، وهذا يعتمد على إدارة وتنظيم الوقت بنجاح، وللتحكم والحفاظ على عنصر الوقت لابد من اتباع مجموعة من الخطوات واحترام الضوابط.

 

 

الكلمات المفتاحية: الوقت، إدارة الوقت، تنظيم الوقت، الطلبة الجامعيين.


مقدمة :

  الوقت من اهم الموارد القيمة لدى أي فرد، وهو أحد الموارد التي لا يمكن الاستغناء عنها او تعويضها، والهدف من إدارة الوقت هو ان تكون مجريات الأمور تحت تصرف الفرد وان ينجز اعمال أكثر في وقت اقصر ومجهود اقل. بالرغم من ان الوقت يتساوى فيه جميع الافراد، الا ان ادارته وتنظيمه بما يتناسب مع تحقيق الأهداف يختلف من فرد لآخر، خاصة لدى الفرد الذي يتواجد ضمن مجال معين يستلزم عليه توزيع وتخصيص الوقت المتاح حسب ما يتناسب مع مجاله، وعلى سبيل الذكر فقد يكون الطالب الجامعي من بين هؤلاء الافراد، والذي يكون تنظيم الوقت لديه امرا ضروريا وهاما للغاية.

 

الإشكالية: كيف يدير وينظم الطالب الجامعي وقته بنجاح وما هي العوامل التي تساعده على ذلك ؟


 1-ماذا يقصد بالوقت؟

   يختلف مفهوم الوقت من مجتمع لآخر ومن فئة لأخرى، ويعرف على انه فرصة إذا ما تم استخدامها بعقلانية وذكاء فإننا سنتحصل على ما نريد، اما إذا لم يتم استغلال هذه الفرصة كما يجب فإن النتيجة ستكون الفشل.

  كما يعرف بأنه كفاءة استغلال كافة الموارد لتحقيق اهداف وتنفيذ الاعمال والمهام في الوقت المحدد من البداية الى النهاية.

  ومن خلال التعريفين السابقين يمكننا القول بأن الوقت الجامعي لدى الطالب هو الفترة الزمنية التي تلازمه طيلة مشواره الجامعي ويحقق فيها أهدافه وينفذ اعماله فيها.


2-فيما تتمثل خصائص الوقت؟

  1. ـ انه مورد نادر ومحدود، الوقت لا يقدر بثمن، واهدار الوقت هو اهدار للحياة.
  2. ـ سرعة انقضائه، ان ما مضى من الوقت لا يمكن ان يعود ولا يمكن تعويضه.
  3. ـ مؤشر للالتزام، الافراد الناجحون هم أكثر التزاما بالوقت من غيرهم.


3-ماهو مفهوم إدارة الوقت الجامعي؟

   هو حصر الوقت وتحديده وتنظيمه وتوزيعه توزيعا مناسبا واستغلاله الأمثل في ضوء الأهداف التي ينبغي تحقيقها، وهو الاستخدام الفعال للوقت وذلك بهدف تحقيق الأهداف المتوقعة خلال إطار زمني محدد.

 

4-ماهي عوامل مهارة إدارة الوقت الجامعي؟

    تتضمن مهارة إدارة الوقت الجامعي عدد من الخطوات:

  1.  تخطيط الوقت: وذلك من خلال تحديد الطالب لأهدافه التي عن طريقها يتم ترتيب المهام والأنشطة وفقا لأهميتها والاولوية في إنجازها، وذلك بوضع خطة عمل يتم فيها تقسيم المهام لكي يصبح مكن السهل التحكم فيها وتنفيذها.
  2.  تنظيم الوقت: ويتم ذلك من خلال استخدام عدد من الوسائل التي تسهم في تنظيم الوقت بالشكل المطلوب، مثل المذكرة التقليدية، والمنظم الالكتروني او الشخصي، والتي يتوقف فعاليتها في وجود خطة زمنية على ضوئها يتم التنفيذ.
  3. التعامل مع مضيعات الوقت: وذلك من خلال الاعتراف بها ومعرفتها وتحليلها وكيفية التعامل معها، ويتم ذلك من خلال تحديد اهم مضيعات الوقت والأسباب المحتملة لكل مضيع من مضيعات الوقت، ووضع الحلول المناسبة للتغلب على تلك المضيعات وتنفيذ الحل وتقييم فاعلية الحل الذي تم اختياره.

 

5-ماهي خطوات الإدارة التنظيم الناجح للوقت الجامعي؟

  لتنظيم الوقت الجامعي عدد من الخطوات التي تعين الطالب وتمكنه من استثمار وقته ما يعود عليه بالنفع في مشواره الجامعي وهي:

  1.  تحديد الأهداف على مستويات متعددة (قريبة المدى، متوسطة المدى، بعيدة المدى) والتركيز عليها وعدم الانشغال بغيرها.
  2.  عمل سجل لمتابعة ما تحقق من اهداف، والتعرف على مضيعات الوقت التي حالت دون تحقيق تلك الأهداف.
  3.  ان يتم انجاز الأهداف التي وضعها الطالب لنفسه وفق الجدول الزمني، وعدم التساهل في التنفيذ.
  4.  البدء في تنفيذ الاعمال التي يغلب عليها طابع الأهمية، ثم الانتقال بصورة تدريجية للأهداف الأخرى الأقل في الأهمية..
  5. التخطيط لاستثمار الوقت من خلال وضع جدول يومي محدد بزمن، يمكن من خلاله تنفيذ الاعمال والمهام في الوقت المحدد.

6-كيف تتم مراقبة مدى تنفيذ الاعمال؟

  هي عملية تتضمن مدى الالتزام بالمبتدئ العامة للتعامل مع الوقت، وتضم عمليات الرقابة مقارنة السلوك الحاصل بالسلوك المخطط له، واكتشاف حجم الانحراف وتقييمه واتخاذ إجراءات التصحيح اللازمة ويتضمن ذلك:

  •  ضرورة التعرف على مدى التقدم في الإنجاز: أي ملاحظة مدى تقدمك نحو انجاز المهام التي حددتها لنفسك، وإذا كانت هناك تواريخ واقعية محددة للانتهاء من الأنشطة.
  •  مبدأ مكافأة الذات المنجزة: الإحساس بمكافأة الذات حتى في حالة تحقيق نجاح صغير، يجب وعد النفس بمكافأة عند انجاز كل مهمة تم اكمالها والوفاء بهذا الوعد، فذلك يساعد كثيرا في المحافظة على التوازن الضروري بين المتطلبات الحياتية والتعليمية الجامعية.

7-ماهي مضيعات الوقت الجامعي؟

   هي نشاط غير ضروري يستغرق وقتا بطريقة غير ملائمة، ولا يظهر منه فائدة تتناسب والوقت المبذول لأجله، كما تعرف بأنها تلك الأشياء التي يترتب عليها ضياع الوقت دون انجاز الاعمال المطلوبة بكفاءة، وبالتالي عدم تحقيق الأهداف المنشودة في المواعيد المحددة مقدما، وتعرف مضيعات الوقت بأنها أي شيء يؤدي الى منع الطالب من الوصول الى الأهداف المرسومة.

 

8-ما هي مسببات ضياع الوقت الجامعي؟

  ان ضياع الوقت واهداره وعدم استثماره والاستفادة منه يتوقف على عدد من الأسباب منها ما يلي:

  • ـ عدم إدراك أهلية الوقت من قبل الطالب.
  • ـ ممارسة سلوكيات تؤدي الى ضياع الوقت.
  • ـ غياب الأهداف والخطط الواضحة لدجى الطالب.
  • ـ عدم الوعي بأهمية الوقت والأساليب التي تساعده في تنظيمه.


1-8-مضيعات الوقت الاجتماعية:

يمكن تقسيمها الى قسمين هما:

  1. مضيعات الوقت الذاتية: ويندرج تحتها جميع المضيعات التي يكون سببها الطالب نفسه، وتتمثل في غياب التخطيط، وعدم القدرة على قول "لا" عند الحاجة، عدم وضوح الأهداف او غيابها، عدم إدراك مضيعات الوقت نفسها، وضعف التقدير للوقت.
  2. مضيعات الوقت الخارجية: وهي مضيعات خارج إرادة الطالب نفسه، والتي قد تكون نتاج البيئة او الأشخاص المحيطين به، ومنها المكالمات الهاتفية، والانشغال بطلبات الاسرة.

 

9-بماذا يعود النجاح في تنظيم الوقت الجامعي على الطالب ؟

  • على المستوى الشخصي: تساعد الطالب في حسن التعامل مع الدراسة وعناصرها المختلفة، ضمان النفع من الدراسة، تعين الطالب على طاعة الله وأداء الحقوق والواجبات دون تأخير او تقصير، كما يمكنه من تطوير أدائه الدراسي.
  •  على المستوى العام: تساعد الطالب في احترام أوقات الناس، المحافظة عليها وعدم اهدار الوقت دون فائدة، التخلص من بعض السلوكيات والاعمال غير المهمة التي تستهلك وقتا طويلا.

خاتمة:

  في الأخير، يمكننا القول ان كل طالب يمكنه النجاح في تنظيم وقته من خلال احترام وتطبيق الضوابط والقواعد المتعلقة بتنظيم الوقت، وعلى قول الدكتور إبراهيم الفقّي " اليوم هو الغد الذي وعدت نفسك أمس ان تنجز فيه الكثير من الاعمال"، فإن الوقت هو الحياة ومن ضيّع وقته فقد ضيع حياته.

"تعامل مع وقتك بجدية.....بحزم.........بقوة


تحميل

قائمة المراجع :

1- د. إبراهيم الفقي، إدارة الوقت، ابداع للإعلام والنشر، مصر، 2009.
2- دايل كانيغي، فن إدارة الوقت، مكتبة جزيرة الورد، القاهرة، الطبعة الأولى، 2010.
3-د. شاهد لقمري، د. سعاد مشري، مقال إدارة الوقت الجامعي في ظل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، " تويتر وفايسبوك"، المجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسية، 2017.


احذر انتهاك الملكية الفكرية المضمنة في هذا الموقع, دون الإشارة الى مصدر المعلومة المتمثل في موقع المساعد